تستقبل مدينة تسيفيليك في جمهورية تشوفاشيا الروسية معرض "فلسطين في عيون فناني روسيا  التشكيليين" في قصر الثقافة، وذلك في 20 يوليو المقبل، في تمام الساعة الثانية ظهراً، والذي يفتتح بحضور شخصيات فاعلة في الأوساط التقافية والاعلامية والأكاديمية والإجتماعية، وحشد من المهتمين بالفن والإبداع.

وكان المعرض  نفسه قد افتتح في مدينة "قازان"، عاصمة جمهورية تترستان الروسية، وذلك في بيت الصداقة بين الشعوب بالمدينة في الثامن من الشهر الجاري، وسط حضور رسمي وشعبي وأممي ممثلا بالأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو.

وتقدم الحضور قسطنطين ياكوفليف نائب رئيس اللجنة التنفيذية لجمعية شعوب تترستان، وايريك شاريبوف، مدير بيت الصداقة بين شعوب تترستان، وإنجل تاجيروف عميد معهد ثقافة السلام (اليونسكو)، ورئيس الأكاديمية الإنسانية الدولية "أوروبا - آسيا"، رئيس فرع فولغا التابع للأمم المتحدة RS.

وقد أعرب سفير دولة فلسطين لدى الاتحاد الروسي عبد الحفيظ نوفل، في كلمة له عبر الفيديو، عن شكره وتقديره لشعوب وقادة جمهورية تترستان لاحتضانهم هذا المعرض الدولي المهم، وأشار إلى أن أهميته تكمن في "هذا الوقت بالذات كون سلطات الإحتلال الإسرائيلي تمارس سياسة ممنهجة بمحو الأوابد الثقافية الفلسطينية، وسرقة تراثنا الفلسطيني، وتهويد الأماكن المقدسة، سيما في مدينة القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية وعاصمة السلام والمحبة في الأرض جميعاً، ناهيك عن اقتحامها للمساجد والكنائس، ونشر الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المقدسة، وسواها من الممارسات العدوانية تجاه شعبنا وأراضيه ومقدساته"، وأضاف أن الفن، والثقافة عموماً ، " لعب دوراً مهماً ولا غنى عنه في تكريس روايتنا الفلسطينية التاريخية على أرضنا، في مواجهة الأكاذيب المضللة لدولة الإحتلال، وكان للفنانين الفلسطينين الذين وصلوا بابداعاتهم إلى العالمية، مثل الفنان ناجي الذي اغتاله عملاء اسرائيل في لندن في 29 أغسطس 1987، وغيره من مبدعينا، مكانة مرموقة وأثراً يذكر في حركة الفن المعاصر العربي والإنساني، كوننا جزء أصيلاً من العائلة الإنسانية، بما حمل هذا الفن وفنانونا، ويحمل، من قيم السلام والمحبة ورفض الإحتلال والقتل والتصفية".

كما شدد على أن تزامن "افتتاح معرض فلسطين في عيون فناني روسيا في العاصمة العريقة بفنها وإبداعها قازان مع استشهاد الكاتب المبدع غسان كنفاني الذي اغتاله الموساد في 8 يوليو 1972 في بيروت، ما يؤكد أن اسرائيل باغتيالها لمبدعينا تسعى واهمة لقتل الذاكرة الفلسطينية، فإن إقامة معرضكم في هذا الوقت بالذات يشكل أيضاً رسالة تضامن مع الفن الفلسطيني، والثقافة الفلسطينية عموماً،  تحت أبشع احتلال، وأطول احتلال، عرفه التاريخ، وآخر احتلال تشهده البشرية ".

وشارك في هذا المعرض، والذي يعتبر الأول من نوعه في تاريخ العلاقات الثقافية بين شعوب تترستان وروسيا وفلسطين، نخبة من كبار الفنانين الروس والطلبة الخريجين الفلسطينيين والعرب من عدة دول، الذين احتفلوا في هذا اليوم بحصولهم على شهادات التخرج في مجالات مختلفة.

وجاء المعرض بتنظيم من "المنظمة الإقليمية العامة لجمهورية تشوفاشيا، "جمعية الصداقة والتعاون بين شعوب تشوفاشيا وفلسطين"، هو النسخة الثانية من المعرض والذى رأى النور في ذكرى النكبة بعاصمة جمهورية تشوفاشيا الروسية، مدينة "تشيبوكساري"، وضم أكثر من 200 لوحة رسمتها ريشة أكثر من 50 فنانا روسيا من أساتذة الفن التشكيلي، جسدت ملامح من  تاريخ فلسطين وشعبها العريق وجمال مدنها وقراها، ومساجدها وكنائسها، وآثارها التاريخية.

كما أكد د. بسام البلعاوى رئيس "المنظمة الإقليمية العامة لجمهورية تشوفاشيا، جمعية الصداقة والتعاون بين شعوب تشوفاشيا وفلسطين"، في كلمته التي ألقاها على علاقات الصداقة التاريخية الوثيقة التي ربطت شعوب جمهورية تترستان وروسيا بفلسطين بمقدساتها المسيحية والإسلامية الهامة لهذه الشعوب.