فعاليات يوم التضامن وأيام الثقافة الفلسطينية في روسيا
شهد يوم السابع من شهر كانون الأول لعام 2016 حفلاً خطابياً وفنياً، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وانطلاق أيام الثقافة الفلسطينية، أقامته سفارة دولة فلسطين وبالتعاون مع وزارة الخارجية الروسية ومكتب الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ووزارة الثقافة الروسية.
وبعد الحفل الخطابي قدمت فرقة الاستقلال للفنون باقة من اللوحات الفنية والغنائية الراقصة، وبحضور حشد غفير تجاوز الستمائة وخمسين من ممثلي الوزارات والمؤسسات الرسمية والشعبية الروسية وممثلي السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي و الجمهور الروسي وأبناء الجاليات الفلسطينية والعربية وسواها.
وكان سفير دولة فلسطين عبد الحفيظ نوفل قد نقل في كلمته تحيات الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية للحضور المتضامن مع عدالة الشعب الفلسطيني وإحقاق حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وعبر عن شكره لروسيا، دولة وشعباً، على مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية. مشيراً إلى أن إجراء أيام الثقافة الفلسطينية في روسيا دليل على عمق العلاقات بين البلدين والسعي لتطويرها، واعتراف بتميز الشعب الفلسطيني وابداعاته. فيما أكد الأخ أحمد المجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن يوم التضامن العالمي يؤكد حقيقة حتمية رفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني، وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي.
وبدوره أكد سيرغي فيرشينين مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الخارجية الروسية ثبات الموقف الروسي الداعم للشرعية الفلسطينية ورؤيتها تجاه عملية السلام، وللحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى ضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية، وقرأ برقية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لسيادة الرئيس محمود عباس في اليوم العالمي للتضامن، كما قرأ السيد مالك موصلي كلمة الآمين العام لجامعة الدول العربية، والسيد فلاديمير كوزنيتسوف كلمة الأمين العام للأمم المتحدة في هذا اليوم.
وفي مستهل الإعلان عن افتتاح أيام الثقافة الفلسطينية في روسيا شدد وزير العمل الروسي ورئيس اللجنة الحكومية الفلسطينية الروسية عن الجانب الروسي على أهمية العلاقات الثقافية والروحية التاريخية بين الشعبين وضرورة تطويرها. فيما أكد وزير الثقافة الفلسطينية د. إيهاب بسيسو أن أيام الثقافة الفلسطينية في روسيا ستشكل مناخاً حيوياً للتعرف على أبرز ملامح الحركة الثقافية الفلسطينية المبدعة في وقتنا الحالي، بما في ذلك عبر تجارب إبداعية شابة، وعلى دور المثقف الفلسطيني في الحفاظ على سؤال الهوية في مواجهة سياسات الإحتلال البغيض.
وقد تضمنت فعاليات أيام الثقافة الفلسطينية في روسيا، المعرض الفني الذي افتتح في الثامن من شهر كانون الأول، في متحف الشرق وسط العاصمة الروسية، والذي حمل اسم "غصن فلسطين" (وهو عنوان قصيدة شهيرة للشاعر الروسي ميخائيل ليرمنتوف)، وشارك فيه كل من الفنانين الفلسطينيين ميسون باكير، وأريح لوبين، ومحمد شلبي، والخطاط ساهر الكعبي، وشكل فرصة لتعرف زوار المعرض الذي استمر حتى العاشر من شهر كانون الأول على ملامح الحركة الفنية الفلسطينية المعاصرة.
وشهد يوم التاسع من كانون الأول عرض فيلم "أهلاً بيت لحم" للمخرجة الفلسطينية ليلى صنصور، في قاعة المعهد العالي للسينما المعروف باسم غيراسيموف أو "الفغيك" في موسكو، حضره أساتذة وطلاب المعهد، ومهتمون في الفن السينمائي. وشهد اليوم نفسه حفلة فنية أقامتها فرقة الاستقلال للفنون في مدينة تفير، حضرها جمهور واسع من الروس وأبناء الجاليات الفلسطينية والعربية.
واختتمت أيام الثقافة الفلسطينية في روسيا، في العاشر من كانون الأول، بندوة ثقافية ألقاها الشاعر والأكاديمي الفلسطيني د. عبد الرحيم الشيخ في كلية العلوم الإنسانية والإجتماعية في الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب، وكذلك بحفل فني أحيته فرقة الاستقلال للفنون.
وفي مستهل الندوة، كان عميد الكلية الدكتور فيكتور باراباش العائد للتو من فلسطين، ذكر بأن العاشر من كانون الأول يصادف اليوم العالمي لحقوق الإنسان في الوقت الذي تمنع فيه اسرائيل الفلسطينيين من ممارسة أدنى حقوقهم على أرضهم، وأشار إلى أن ما شهده في فلسطين من إنجازات تؤكد أن الفلسطينيين يصنعون المعجزات.
وبدوره أعلن سفير دولة فلسطين لدى روسيا عبد الحفيظ نوفل أنه، وبالاتفاق مع جامعة القدس، سيتم تقديم ست منح دراسية لطلاب الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب لتعلم اللغة العربية والعيش في القدس الشرقية للتعرف على حياة الفلسطينيين وثقافتهم تحت الاحتلال. كما أكد وزير الثقافة الفلسطينية د. ايهاب بسيسو على دور الثقافة الفلسطينية في تكريس سؤال الهوية والمصير، وأشار إلى ضرورة تنشيط العلاقات الثقافية بين البلدين، بما في ذلك عبر حركة الترجمة.
أما الشاعر والأكاديمي د. عبد الرحيم الشيخ، فقد ألقى الضوء في محاضرته على الثقافة بوصفها فعل مقاومة. وتطرق إلى التعددية الثقافية الفلسطينية والتحديات التي تواجهها، وكذلك تعددية التمثيل وعناصر التفاعل والشراكة بينها. كما تناول التطورات الثقافية الإبداعية التي حملها المشهد الفلسطيني.
وتطرق د. الشيخ إلى أسئلة الثقافة الفلسطينية على المستويات الإقليمية والعربية والعالمية معتبراً أن مفهوم البطولة سيظل قائماً وملحاً طالما يمارس فعل التحدي لتكريس الرواية الفلسطينية والتأريخ الجمالي لها في تصديه لدورة الإلغاء والنسيان التي تنتهجها الآلة الصهيونية.
الجدير ذكره، أن الجالية الفلسطينية وإقليم حركة فتح وكوادرالتنظيم بذلوا جهداً كبيراً في إنجاح فعاليات يوم التضامن وأيام الثقافة الفلسطينية، بما قدموه من جهد كبير في عمليات الإستقبال والتنظيم والإعداد وحشد الجمهور. كما أقامت قيادة إقليم فتح، بالتعاون مع سفارة دولة فلسطين، حفلة عشاء على شرف المشاركين، وبحضور معالي وزير الثقافة الفلسطينية وسفير دولة فلسطين في روسيا، أكد فيها أمين سر إقليم حركة فتح في روسيا الإتحادية على أهمية إجراء أيام الثقافة الفلسطينية في تعريف الأصدقاء الروس على الفن والثقافة الفلسطينية المعاصرة، وتفعيل أواصر الثقافة بين الشعبين الصديقين.