‫شهدت العاصمة الروسية موسكو احتفالأ خطابياً وفنياً حاشداً في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، دعت إليه سفارة دولة فلسطين لدى روسيا الإتحادية بالتعاون مع وزارة الخارجية الروسية، ومكتب الأمم المتحدة في موسكو، وبعثة جامعة الدول العربية لدى روسيا الإتحادية، وحضره حشد غفير من ممثلي الأوساط السياسية والشعبية الروسية، وممثلي السلك الدبلوماسي العاملين في روسيا، وأبناء الجاليات العربية والإسلامية والأجنبية، والذي أقامته في النادي الدبلوماسي التابع للخارجية الروسية.‫

وقد استهل سفير دولة فلسطين لدى روسيا الإتحادية عبد الحفيظ نوفل الحفل بالترحيب بالحشد المتضامن مع شعبنا، مشيراً إلى أهمية الاحتفال هذا العام بيوم التضامن كونه يصادف الذكرى المئوية لوعد بلفور، والذكرى 29 لإعلان الاستقلال الفلسطيني، والذكرى الخمسين على احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1967، و30 عاماً على الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ويتزامن مع الأجواء الإيجابية للمصالحة الوطنية، مؤكداً مضي الشعب الفلسطيني لتجسيد حقوقه الوطنية دون نقصان. كما عبر عن بالغ  الشكر والتقدير لمواقف روسيا الإتحادية الداعمة لقضية شعبنا العادلة حتى تجسيد تطلعاته في الحرية والاستقلال، وفي مقدمتها إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية، كما أعرب عن أمله في أن تقوم روسيا بتوسيع دورها من أجل تسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي، ونيل الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة في الحرية والإستقلال.

كما ألقى السيد ميخائيل بوغدانوف ممثل الرئيس للشرق الأوسط وشمال افريقيا ونائب وزير الخارجية الروسية كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتي أكدت على دعم روسيا الأكيد لحقوق الشعب الفلسطيني ولنهج القيادة الفلسطيني حتى تجسيد تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة. وأضاف أن موسكو تدعم نهج القيادة الفلسطينية تجاه عملية السلام وتسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، على أساس من قرارات الشرعية الدولية، وكذلك تجاه عملية المصالحة على أساس البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، بما يخدم مصلحة  الشعب الفلسطيني ونيله لحريته وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كما شدد على الموقف الروسي القاضي بضرورة تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي انطلاقاً من مبدأ حل الدولتين وعلى أساس قرارات الشرعية الدواية ذات الصلة، مؤكداً أن الأمن والاستقرار في المنطقة مرهون بخلق سلام عادل وشامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

فيما ألقى نائب وزير العمل الروسي ألكسي تشيركاسوف كلمة أشار فيها إلى أن التعاون  الروسي الفلسطيني في إطار اللجنة الحكومية الفلسطينية الروسية، يشكل أساساً لنقل العلاقات الصداقية المشتركة إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، ويجسد أشكال الدعم الروسي المختلفة لدولة فلسطين، واستعرض أشكال ومجالات التعاون على مختلف الأصعدة، معرباً عن أمله في توسيع دائرة التعاون والشراكة بما يخدم مصلحة الشعبين والبلدين. وإذ استعرض صورة من النتائج الإيجابية التي تحققت نتيجة إجتماعات اللجنة الحكومية الفلسطينية الروسية، والتي عقدت أولى اجتماعاتها في مدينة رام الله منتصف مارس 2016، وإجتماعها الثاني 2017في موسكو، أكد أن عملية الشراكة انطلاقاً من رؤى الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفلسطيني محمود عباس، لتشمل كافة المجالات والأصعدة أولوية يعمل الجانبان على تكريسها وتطويرها.

كما القى السيد  فلاديمير كوزنيتسوف كلمة الأمين العام للأمم المتحدة والتي أكدت على ضرورة حل القضية الفلسطينية على أساس الشرعية الدولية، و اعتبر فيها أن القضية الفلسطينية من أقدم القضايا التي لم تجد حلاً بعد، وأن العالم ينتظر لها حلاً بعد مرور سبعين عاماً من صدور قرار التقسيم، وشدد على قناعته بأن حل الدولتين المعترف به في ذلك القرار هو المنطلق الوحيد الذي يمكن أن يفضي إلى إحلال سلام عادل ودائم وشامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كما أكد استعداده واستعداد المنظمة الدولية للعمل مع كافة الأطراف لدعم عملية سياسية جدية، تستند  على قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي والاتفاقات الدولية، تفضي إلى  تجسيد حل الدولتين، وتنهي نصف قرن من الاحتلال، وتحل جميع قضايا الوضع النهائي.

‫وكذلك ألقى القائم بأعمال بعثة جامعة الدول العربية مالك موصلي كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية، والتي شددت  على أن قضية فلسطين هي قضية العرب الأولى ولابد من حلها على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وأكدت على ضرورة سعي المجتمع الدولي لرفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني، وإجبار اسرائيل على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية سبيلاً لإنهاء الإحتلال وتجسيد الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني على أراضيه المحتلة.

وفي ختام الحفل الخطابي قام الأخ روحي فتوح عضو اللجنة المركزية، مفوض العلاقات الدولية لحركة فتح، الممثل الشخصي للرئيس محمو عباس، بإلقاء كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، نقل فيها تحيات الرئيس الفلسطيني والقيادة والشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، وقدم لروسيا الصديقة، دولة وحكومة وشعباً، أسمى آيات التقدير والامتنان على موقفها الثابت والمبدئي في دعم قضيتنا شعبنا وتجسيد تطلعاته المشروعة في الحرية والاستقلال. كما أكد فيها أن منظمة التحرير ماضية قدماً في تفعيل مؤسساتها والنهوض بدورها وتحقيق المصالحة الوطنية على أساس برنامجها الوطني ، كما شدد فيها على أن منظمة التحرير الفلسطينية ستواصل نضالها حتى تجسيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مطلعها قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية.

كما تلا خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والتي شددت على أن سياسات اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال ، والتي حرمت الشعب الفلسطيني من أبسط حقوقه لن تثنيه عن نيل حقه في تقرير المصير ونيل دولة فلسطين استقلالها بعاصمتها القدس الشرقية، و أن على منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن تقع المسؤوليةالتاريخية والأخلاقية والإنسانية لإنهاء الإحتلال، وتمكين شعبنا من حريته والعيش في دولته ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وعلى أن إنهاء الاحتلال الاسرائيلي وحده الكفيل بتكريس الأمن والسلام في المنطقة والعالم، والقضاء على ظاهرة الإرهاب الدولي، الذي تشارك فلسطين مع المجتمع الدولي بمحاربة كافة أشكاله. كما أكدت على أن كافة الإجراءات التي أقامتها وتقيمها اسرائيل على الأرض الفلسطينية، وفي القدس، باطل وليس له أية صفة شرعية أو قانونية، مشددة  أن على اسرائيل التوقف عن العبث واللعب بالنار في القدس، ومقدساتها المسيحية والإسلامية. كما حملت اسرائيل المسؤولية على المساس بالوضع التاريخي والقانوني لهذه المقدسات، كما نصت الكلمة التاريخية هذه.

كما طالبت الكلمة الأمم المتحدة بالعمل الحثيث على إنهاء الإحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين، والوقف الفوري لكافة أشكال النشاطات الإستيطانية الإستعمارية على أرض الدولة الفلسطينية، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وإلزام اسرائيل بالإقرار بحدود عام  1967 كـأساس لحل الدولتين وترسيم الحدود على أساس قرارات الرعية الدولية، وفق ما ورد في كلمة السيد الرئيس التي حثت الدول التي لم تعترف بعد على الإعتراف بها، وقبول دولة فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.