يواصل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو محاولاته لتدمير ما تبقى من أمل في نجاح الجهود الامريكية المبذولة لإستئناف المفاوضات، فهو يعلن صراحة عن مواقفه المعادية للسلام، ويتفاخر باجراءات حكومته الاستيطانية والتنكيلية بحق الشعب الفلسطيني. ففي كلمة لأعضاء الحزب القومي الاسرائيلي اليميني المتطرف، كرر نتنياهو اسطوانته العنصرية مدعياً أن الضفة الغربية مثل أي منطقة تقع في "دولة اسرائيل"، وأن لدى سكانها الحق في العيش بها. أقوال نتنياهو هذه تتزامن مع تصعيد استيطاني تهويدي متواصل على امتداد الارض الفلسطينية، تركزت في الأيام الأخيرة بعمليات تجريف واسعة النطاق وهدم لمنشآت سكنية في العيسوية بالقدس المحتلة، ومصادرة أكثر من 150 دونماً من أراضي خربة "أم الخير"، ومحاولة اقتطاع 4 قرى من محافظة رام الله وضمها للقدس المحتلة، هذا بالاضافة الى حرب التهجير  والترانسفير التي تشنها سلطات الاحتلال على الوجود الفلسطيني في الأغوار والقدس المحتلة.

إن الوزارة اذ تدين بأشد العبارات هذا التصعيد المنفلت من كل قانون، فإنها تؤكد أن اليمين الحاكم في اسرائيل ومنذ صعوده في العام 2009، ماضٍ في تعميق سيطرته على مفاصل دولة الاحتلال ومراكز صنع القرار فيها، لتسهيل تنفيذ برنامجه الظلامي والعنصري القائم على تكريس الاحتلال وتعميق الاستيطان وإبتلاع غالبية أراضي الضفة الغربية المحتلة، وصولاً الى تحويل رؤية إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة بجانب اسرائيل، الى فكرة غير واقعية وغير قابلة للتنفيذ.

إن إستمرار المجتمع الدولي في حصر ردود افعاله على الانتهاكات الاسرائيلية في دائرة الادانات الشكلية، وتشخيص الانتهاكات وتوصيفها بعيداً عن أية علاجات حقيقية لحل الصراع بالطرق السياسية، يؤدي الى أعطاء المزيد من الوقت لسرطان الاستيطان ليواصل تفشيه في ما تبقى من الارض الفلسطينية.